U3F1ZWV6ZTQ4NjYzNjA2OTc3OTcwX0ZyZWUzMDcwMTIxMTI2NTc4OQ==

الفاروق عمر بن الخطاب :


فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ " .

(أخرجه ابن ماجة عن العرباض بن سارية في سننه )


أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي، المُلقب بالفاروق، هو ثاني الخلفاء الراشدين ومن كبار أصحاب الرسول محمد صلّى الله عليه و سلّم ، وأحد أشهر الخلفاء والقادة في التاريخ الإسلامي ومن أكثرهم تأثيرًا ونفوذًا.

هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهّادهم. تولّى الخلافة الإسلامية بعد وفاة أبي بكر الصديق في 23 أغسطس سنة 634م، الموافق للثاني والعشرين من جمادى الثانية سنة 13 هـ. كان ابن الخطّاب قاضيًا خبيرًا وقد اشتهر بعدله وإنصافه الناس من المظالم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وكان ذلك أحد أسباب تسميته بالفاروق، لتفريقه بين الحق والباطل.

نشأته

ولد بعد عام الفيل، وبعد مولد الرسول محمد بثلاث عشرة سنة. وكان منزل عمر في الجاهلية في أصل الجبل الذي يقال له اليوم جبل عمر، وكان اسم الجبل في الجاهلية العاقر وبه منازل بني عدي بن كعب، نشأ في قريش وامتاز عن معظمهم بتعلم القراءة. وعمل راعيًا للإبل وهو صغير، وكان والده غليظًا في معاملته. 

عمر بن الخطاب قبل الإسلام . " خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام " 

وكان يرعى لوالده ولخالات له من بني مخزوم. وتعلم المصارعة وركوب الخيل والفروسية، والشعر. وكان يحضر أسواق العرب وسوق عكاظ وسوق مجنة وسوق ذي المجاز، فتعلم بها التجارة، التي ربح منها وأصبح من أغنياء مكة، رحل صيفًا إلى بلاد الشام وإلى اليمن في الشتاء، وكان عمر من أشراف قريش، وإليه كانت السفارة فهو سفير قريش، فإن وقعت حرب بين قريش وغيرهم بعثوه سفيراً، وإن نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر رضوا به، بعثوه منافراً ومفاخراً. نشأ عمر في البيئة العربية الجاهلية الوثنية على دين قومه، كغيره من أبناء قريش،

من صفات هذا الصحابي الجليل أنه كان إذا تكلم أسمع، وإذا مشى أسرع، وإذا ضرب أوجع، وإذا أطعم أشبع، شجاع مُهاب بين الناس.

إسلام عمر بن الخطاب

في قصة إسلام عمر أحداث مثيرة، فذات يوم لاهب كما يقول كتاب السيرة خرج عمر من داره وسيفه على عاتقه ميمماً وجهه شطر دار الأرقم حيث كان النبي عليه الصلاة والسلام, ونفر من أصحابه المؤمنين يذكرون الله هناك، وفي الطريق يلقاه نعيم بن عبد الله فيرى ملامحه تتفجّر بأساً ونقمة، فيقترب من عمر, ويقول: " إلى أين يا عمر؟ فيجيبه: إلى هذا الصابئ الذي فرّق أمر قريش، وسفه أحلامها، وعاب دينها، وسبّ آلهتها فأقتله " سيدنا عمر ظن أن هذا الذي يعنفه قد أسلم أيضاً، فقال له: " لعلك صبأت, إن تكن فعلت فو اللات والعزى لأبدأن بك" ونعيم يعرف تماماً أن ابن الخطَّاب يعني ما يقول، فينهي الحوار بعبارةٍ تلوي زمام عمر إلى جهة أخرى، لأنه لم يحتمل وقعها الشديد، قال: " ألا تعلم يا عمر أن أختك وزوجها قد أسلما وتركا دينك الذي أنت عليه؟

أخته فاطمة بنت الخطاب, إذًا: ماله ولدار الأرقم، وقد اقتحم الخطر دارَه وعرينَه، وهكذا توجه إلى دار أخته ليسوي معها الحساب، قرع الباب قرعاً رهيباً، وقيل:" من؟ قال: عمر, أما خبّاب فسارع إلى مخبأ قصي في الدار، وأما أخت عمر وزوجها فقد استقبلاه لدى الباب يغشاهما ذهول المفاجأة، ولم تنس بنت الخطاب في هذه الغمرة الداهمة الصحيفة الكريمة التي بها آيات الله فخبّأتها تحت ثيابها من شدة خوفها من عمر، قال عمر: ما هذه الهينمة التي سمعت عندكم؟ ( سمعت صوت قراءة ) أجابا: لا شيء، إنها نجوى وأحاديث، قال لهما: سمعت أنكما صبأتما, قال سعيد: أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك؟ 


ولم يمهله عمر، فوثب عليه في عنفوانه, وأخذ برأسه يجرّه ويلويه, ثم ألقاه أرضاً، وجلس فوق صدره، أي أن كل الضغط النفسي الذي في عمر صبَّه على زوج أخته، وحينما تقدَّمت أخته لتدافع عنه أصابتها لطمة أدمت وجهها، عندئذ صاحت به وكأنها بوق سماوي, يا عدو الله, أتضربني على إيماني بالله الأحد؟ ألا ما كنت فاعلاً فافعل, فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ".

هنا حصل التبدل، هنا حصلت في نفس عمر حادثة غريبة جداً, هذا الاندفاع الشديد ضد هذا الدين الجديد توقف، عندئذ قال لأخته: " هات الصحيفة التي كنتما تقرأان بها لأنظر ما فيها، وتجيبه أخته: كلا إنه لا يمسّه إلا المطهّرون، اذهب واغتسل وتطهَّر" تغيَّر عمر، قبل قليل كان إنسانًا مخيفًا موظَّفًا للباطل ضد الحق، حينما صاحت بوجهه افعل ما أنت فاعل، إنني أشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمَّد رسول الله، تبدل, " ويمضي عمر ليغتسل، ويعود إلى أخته، ويأخذ الصحيفة مِن يديها، ويقرأ فإذا فيها:

﴿طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى *إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى* وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾

( سورة طه الآية: 1-8)


ويتابع فإذا في هذه السورة:

﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي * إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى * فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى﴾

( سورة طه الآية : 14-16)

سيدنا عمر صار إنسانًا آخر، عانق الصحيفة وقبَّلها، ونهض واقفاً, وقال: لا ينبغي لمن هذه آياته أن يكون له شريك يُعبد معه، دلوني على محمد, سيدنا خبَّاب بن الأرت خرج من مخبئه ، وهرول صوب عمر صائحاً, أبشر يا عمر؟ فو الله لقد استجيب دعاء رسول الله لك، فهو قد سمع الدعاء:

" اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ وَكَانَ أَحَبَّهُمَا إِلَيْهِ عُمَرُ " .

(أخرجه الترمذي عن ابن عمر في سننه).

ولما دخل في الإسلام صار المسلمون يعبدون الله جهراً بعد أن كانوا يعبدونه سراً، إذاً: ترك أثرًا واضحًا في إسلامه .

 النبي عليه الصلاة والسلام نعته بالفاروق، والنبي عليه الصلاة والسلام إذا نعت إنسانًا بصفة عالية فهي حق، لأنه فرق بإسلامه بين الحق والباطل، وبين الملاينة والمواجهة، وكان هذا الصحابي الجليل عملاق الإسلام يقترح على النبي بعض الاقتراحات فينزل بها الوحي، تصبح قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة، ويسمونها علماء السيرة موافقات عمر، إذاً: هذه ميِّزة أيضاً، ثم يصبح هذا الصحابي الجليل خليفة المسلمين.

الخليفة عمر بن الخطاب

عندما اشتدَّ على أبي بكر مرض موته، جمع كبار الصحابة وقال لهم: "إنَّه قد نزل بي ما قد ترون، ولا أظنني إلا ميِّتاً، وقد أطلق الله أيمانكم من بيعتي، وحلّ َعنكم عقدي، وردَّ عليكم أمركم، فأمِّروا عليكم من أحببتم، فإنكم إن أمَّرتم في حياة مني كان أجدر ألا تختلفوا بعدي". فأخذ الصحابة الذين جمعهم يتعفَّفون، فيرى كل منهم في الآخر قدرة أكبر على تولي مسؤولية الخلافة، فعادوا إلى أبي بكر وقالوا له طالبين مساعدته باختيار الخليفة: "أرنا يا خليفة رسول الله رأيك"، قال: "فأمهلوني حتى أنظر لله ولدينه ولعباده"

وبعد فترة من التفكير استدعى أبو بكر الصحابي عبد الرحمن بن عوف وقال له: "أخبرني عن عمر؟"، فأجابه: "إنه أفضل من رأيك إلا أنّ فيه غلظة"، فقال أبو بكر: "ذلك لأنه يراني رفيقاً، ولو أفضي الأمر إليه لتركَ كثيراً ممَّا هو عليه، وقد رمَّقتُهُ فكنتُ إذا غضبتُ على رجل أراني الرضا عنه، وإذا لنتُ له أراني الشدّة عليه". ثم دعا عثمان بن عفّان، وقاله له كذاك: "أخبرني عن عمر"، فقال: "سريرته خير من علانيّته، وليس فينا مثله"، فقال أبو بكر للاثنين: "لا تذكرا ممَّا قلتُ لكما شيئاً، ولو تركته ما عدوتُ عثمان، والخيرة له أن لا يلي من أموركم شيئاً، ولوددتُ أنّي كنتُ من أموركم خلواً وكنتُ فيمن مضى من سلفكم".

ثم جاء طلحة بن عبيد الله إلى أبي بكر وقال له غاضباً: "استخلفتَ على النّاس عمر وقد رأيتَ ما يلقى الناس منه وأنتَ معه، وكيف به إذا خلا بهم وأنت لاقٍ ربّك فسائلك عن رعيّتك!"، فقال أبو بكر: "أجلسوني" فأجلسوه، ثم أجابه: "أبالله تخوّفني! إذا لقيتُ ربي فسألني قلتُ: استخلفت على أهلك خير أهلك".

وبعد ذلك استدعى أبو بكر عثمان بن عفان مجدداً، فقال له: "اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهِدَ أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين، أمّا بعد..." لكن أغميَ عليه في تلك اللحظة قبل أن يكمل كلامه، فكتب عثمان: "أمَّا بعد فإني قد استخلفتُ عليكم عمر بن الخطّاب ولم آلكم خيراً". وعندما استيقظ أبو بكر من إغماءته قال لعثمان: "اقرأ عليّ"، فقرأ عثمان، وعندما انتهى كبَّر أبو بكر وقال: "أراك خِفتَ أن يختلف الناس إن مُتُّ في غشيتي؟"، قال: "نعم"، فقال: "جزاك الله خيراً عن الإسلام وأهله".

وبعد أن كتبَ العهد أمر أبو بكر أن يُقرَأ على الناس، فجمعهم وأرسله مع أحد مواليه إلى عمر بن الخطاب، فقال عمر للناس: "أنصتوا واسمعوا لخليفة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإنّه لم يألكم نصحاً"، فهدأ الناس وتوقَّفوا عن الكلام، ولم يعترضوا بعد سماع العهد. ثم جاءهم أبو بكر وقال: "أترضون بما استخلفتُ عليكم؟ فإني ما استخلفتُ عليكم ذا قرابة، وإنّي قد استخلفتُ عليكم عمرَ فاسمعوا له وأطيعوا، فإني والله ما آلوت من جهد الرأي"، فردَّ الناس: "سمعنا وأطعنا". ثم أحضر أبو بكر عمر وقال له: "إنّي قد استخلفتك على أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم"، ثم أوصاه بتقوى الله، وخطبَ فيه خطبة قدَّمَ له فيها الكثير من الوصايا والنصائح.

توفّي أبو بكر بعد ذلك بأيام، وعندما دفن وقف عمر وخطب في الناس قائلاً: "إنَّما مَثَل العرب مثل جمل آنف اتَّبعَ قائده فلينظر حيث يقوده، وأمَّا أنا فوربِّ الكعبة لأحملنَّكم على الطريق!

الفثوحات الاسلامية في عهد عمر بن الخطاب

كان من اهتـمامات الفاروق- رضي اللّه عنه- مواصلة الجهاد ونشر الإِسلام والاستمرار في الفتح الذي بدأ في عهد أبي بكر- رضي اللّه عنه- لبلاد الفرس والروم .

و يعتبر عهد الفاروق عمر بن الخطاب هو عهد الفتح الإسلامي الذهبي فقد حالف النصر فيه أعلام المسلمين فامتدت دولتهم حتى جاوزت أفغانستان إلى حدود الصين شرقا والأناضول وبحر قزوين شمالا وتونس وما وراءها من أفريقية الشمالية غربا وبلاد النوبة جنوبا، في معارك فاصلة كالقادسية و غيرها.

وفي سنة أربع عشرة فتحت دمشق ما بين صلح وعنوة وحمص وبعلبك وصلحا والبصرة والأبلة كلاهما عنوة .

وفي سنة خمس عشرة كانت وقعة اليرموك والقادسية وفتحت فيها الأردن كلها عنوة إلا طبرية فإنها فتحت صلحا وفي سنة ست عشرة فتحت الأهواز والمدائن وأقام بها سعد بن أبي وقاص الجمعة في إيوان كسري وهي أول جمعة جمعت بالعراق وذلك في صفر وفيها كانت وقعة جلولاء وهزم فيها يزدجرد بن كسري وتقهقر إلى الري وفيها فتحت تكريت وفيها سار عمر ففتح بيت المقدس ، وخطب بالجابية ، خطبته المشهورة ، وفيها فتحت قنسرين ، عنوة وحلب  وأنطاكية ، ومنبج ، صلحا وسروج ، عنوة ، وفيها فتحت قرقسياء ، صلحا وفي سنة سبع عشرة زاد عمر في المسجد النبوي ، وفيها كان القحط بالحجاز وسمي عام الرمادة وأستسقى عمر للناس بالعباس رضي الله نه وفي سنة ثمان عشرة فتحت جنديسابور ، صلحا وحلوان ، وعنوة ، وفيها فتحت الرها وسميساط ، وعنوة ، وحران ، ونصيبين ، وطائفة من الجزيرة عنوة وقيل صلحا والموصل ،،،

أعمال الخليفة عمر بن الخطاب

بدأ الخليفة عمـر بن الخـطاب- رضي اللّه عنـه- بتنظيم الدولة الإِسلامية بعزيمة قوية لا تلين وذلك ليستطيع مواجهة مشكلات الحياة ومتطلبات الظروف الجديدة خاصة عندما اتسعت رقعة الدولة الإسلامية شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً .

- فدَوَّنَ الـدَّواوين فأسس ديوان الجنـد ، وديوان الخراج .

- أنشـأ بيت مال المسلمـين وعـين القضاة والكتّاب وجعل التاريخ الهجري أساس تقويم الدولة الإِسلامية كـما نظَّم البريد.

- قسَّم البلاد المفتوحة إلى ولايات وعَيّن على كل ولاية عاملا له راتب محدد يأخذه من بيت مال المسلمين وكان يختار الولاة ممن يُعرفون بالتقوى وحسن الإدارة دون النظر إلى أحسابهم وأنسابهم.

- أمر بإنشـاء عدة مدن في البـلاد المفتوحة مثلِ البصرة والكوفة في العراق والفسطاط في مصر وغيرها لتكون مركزاَ للدولة الإسلامية في تلك البلاد.

يُعتبر عمر بن الخطاب أحد عباقرة السياسة والإدارة في التاريخ الإسلامي خصوصًا والعالمي عمومًا. فقد اتسعت حدود الدولة الإسلامية خلال عهده اتساعًا عظيمًا جعله يُقدم على إنشاء تنظيم إداري فعّال لابقائها متماسكة وموحدة، وقد استتبع هذا الأمر تنظيم وإنشاء عدّة مرافق مهمة لم تعرفها العرب من قبل، أو عرفتها ولكن على نحو ضيّق بسبب طبيعة حياة الناس داخل شبه الجزيرة قبل الفتوح الإسلامية. ومن مآثر عمر بن الخطاب الأخرى توسيعه وترميمه للمسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج بعد أن اعتنق الكثير من رعايا الشام والعراق ومصر وغيرها الإسلام.

شاع عدل عمر حتى صار منهاجا يتبعه الخلفاء من بعده كعمر بن عبدالعزيزوغيره من عظماء هذه الأمة الإسلاهية

وفاة الخليفة عمر بن الخطاب

في 26 من ذي الحجة 23هـ = 3 من نوفمبر 644م ، كانت وفاة أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" بعد أن طعنه أبو لؤلؤة المجوسي أثناء أدائه الصلاة. وقد تولى عمر خلافة المسلمين بعد وفاة "أبي بكر الصديق"، واستمرت خلافته نحو عشر سنوات، حقَّقت الدولة الإسلامية خلالها اتساعًا كبيرًا، وامتلأ عصره بالعديد من الإنجازات، والأمجاد الحضارية، والإدارية، والحربية، والسياسية.

وحينما كان يستقبل الموت, قال لابنه عبد الله: " يا عبد الله خذ رأسي عن الوسادة وضعه فوق التراب, لعلَّ الله ينظر إلي فيرحمني".

كان نومه قليلاً، وكان أكله تقوتًا، وكان لبسه خشنًا، وكان يقظان دائماً، وكان يقول: " إذا نمت الليل أضعتُ نفسي، وإن نمتُ النهار ضيَّعتُ رعيَّتي ", وكلما التقى برجل, يقول له: " قل لي بربك ولا تكذبني, كيف تجد عمر؟ أتحسب أن الله راض عنه؟ أتُراني لم أخن الله ورسوله فيكم ؟ " فهو يرجو من الله السلامة، ليس إلا .

رحم الله الفارق عمر بن الخطاب و جازاه الله خير جزاء عن الإسلام و المسلمين و رضي الله عنه و أرضاه.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة